بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية الصين الشعبية، خصّ رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وسائل الإعلام الصينية بمقابلة خاصة، تطرق فيها إلى واقع وآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدًا على عمق الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين نواكشوط وبكين.
وفي مستهل حديثه، عبّر رئيس الجمهورية عن اعتزازه بعلاقات الأخوة والتعاون التي تربط البلدين منذ 1965، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تتميز بالاحترام المتبادل، وتغطي مجالات حيوية شملت البنى التحتية، والتعليم، والصحة، والصيد، والتكنولوجيا والطاقة، كما شهدت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية بفضل الإرادة السياسية الصادقة من الجانبين.
وأكد الرئيس أن التعاون بين موريتانيا والصين بلغ مستوى غير مسبوق، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي (FOCAC)، لافتًا إلى توقيع اتفاق تعاون اقتصادي وفني جديد سنة 2025 بقيمة 200 مليون يوان صيني، إضافة إلى تحقيق فائض تجاري بواقع 330 مليون دولار سنة 2024.
وأشار إلى أن الصين تُعد الشريك التجاري الأول لموريتانيا، حيث تستحوذ على نحو 70% من صادرات الحديد، كما دخل الإعفاء الجمركي الكامل للسلع الموريتانية المصدّرة إلى الصين حيز التنفيذ منذ ديسمبر 2024.
وفي سياق مشاركته الأخيرة بقمة "فوكاك" في بكين، نوّه الرئيس بالجهود التي يبذلها الرئيس شي جين بينغ لتعميق التعاون مع إفريقيا وموريتانيا، وتوسيع مجالات الشراكة لتشمل الزراعة، ومصايد الأسماك، والرقمنة، والطاقة النظيفة، مشيدًا في الوقت ذاته بخصال الرئيس الصيني القيادية.
وعن مبادرة "الحزام والطريق"، أكد الرئيس غزواني أن موريتانيا تدعم هذه المبادرة وتراها فرصة استراتيجية للاستفادة من التجربة الصينية، لافتًا إلى الحضور النشط للشركات الصينية في قطاعات متعددة، من بينها مشاريع البنية التحتية، والزراعة، والتقنيات الرقمية، والطاقة.
وفي حديثه عن العلاقات الصينية – العربية، أشاد بتنامي حجم التبادل التجاري الذي تجاوز 400 مليار دولار سنة 2023، وبالمشاريع المشتركة في مجالات البنية، والطاقة، والتعليم، مؤكدًا أن موريتانيا ملتزمة بلعب دور فاعل في تعزيز هذه العلاقات.