علامة بسيطة وغير متوقعة قد تكشف سرطان القولون

مع تزايد عدد الشباب الذين يتم تشخيصهم بسرطان القولون والمستقيم، فمن الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق تجاه هذا المرض.

ووفقاً للدكتور مايكل تشيكّيني، المدير المشارك لبرنامج سرطان القولون والمستقيم في مركز أمراض الجهاز الهضمي السرطانية وطبيب الأورام في مركز «ييل» للسرطان، فإن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين من هم دون الخمسين عاماً في ازدياد منذ تسعينات القرن الماضي.

ووفق تقرير نشره موقع «هاف بوست»، فإن السبب الدقيق وراء ارتفاع معدلات الإصابة لا يزال غير معروف.

وقال تشيكّيني إن الخبراء «يعتقدون أن الأمر مرتبط بعوامل نمط الحياة والبيئة، لكننا لا نعرف بالضبط ما هي»، مضيفاً أن الباحثين يعملون على استكشاف الأسباب المحتملة.

من المهم أن تبقى متيقظاً لسرطان القولون والمستقيم - حتى وإن كنت شاباً. ويشمل ذلك معرفة علامات التحذير المبكرة، ومن بينها عرض مفاجئ وغير متوقّع حظي باهتمام واسع على وسائل التواصل الاجتماعي: البراز الرقيق بشكل يشبه القلم الرصاص.

فقد أوضحت إحدى مستخدمات منصة «تيك توك» أنها لاحظت أن برازها أصبح أرفع من المعتاد، إلى جانب أعراض إنذارية أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر والإسهال. وظنت في البداية أنها تعاني من متلازمة القولون العصبي، لذا لم تذهب إلى الطبيب فوراً، لكن عندما فعلت لاحقاً، تبيّن أنها مصابة بسرطان القولون في المرحلة الرابعة.

البراز الرفيع علامة تحذيرية
قال تشيكّيني إن الأطباء في بعض الأحيان يرون مرضى تكون «برازاتهم أرفع بكثير من المعتاد، أو رفيعة كالقلم من حيث السماكة والحجم، وهو الوصف الذي يقدّمه بعض مرضى سرطان القولون والمستقيم».

وأوضح أن هذا يحدث عادة عندما تكون الأورام موجودة قرب نهاية القولون، أو تغطي بطانة داخل القولون بأكملها، ما يؤدي إلى تضييق المسار الذي يمرّ عبره البراز.

أما ما يثير القلق فعلاً، بحسب الدكتور جيفري دوكر، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مركز UPMC وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة بيتسبرغ، فهو عندما يكون البراز الرفيع تغيراً جديداً ومستمرّاً.

وفقاً للدكتور دوكر، فإن أي تغيير ملحوظ في عادات الأمعاء قد يكون إشارة تحذيرية محتملة (لكنه شدّد على أنه ليس دائماً دليلاً على وجود سرطان القولون). وبالإضافة إلى تغيّر شكل البراز أو قوامه، يمكن أن يشمل ذلك الذهاب إلى الحمام بوتيرة أكثر أو أقل من المعتاد.

ويُعدّ البراز الرفيع كالقلم أحد الأعراض الأقل شيوعاً لسرطان القولون والمستقيم. وقال تشيكّيني: «عندما يكون موجوداً، فإنه مثير للقلق بدرجة كبيرة، لكنه ليس من الأعراض الأكثر شيوعاً للمرض».

ومن الأعراض الأكثر انتشاراً وجود دم في البراز وألم في البطن، كما أن فقدان الوزن غير المقصود يُعدّ علامة أخرى محتملة. وأشار الخبراء إلى أن بعض حالات سرطان القولون والمستقيم لا تُظهر أي أعراض على الإطلاق.

قال تشيكّيني إنه لا ينبغي أبداً تجاهل الأعراض، وإذا لاحظت وجود دم في البراز، أو ألماً مزمناً في البطن، أو تغيّراً في حركة الأمعاء، أو فقداناً غير مبرر في الوزن، فمن المهم أن تخبر طبيبك بذلك.

وأضاف: «من السهل جداً بالنسبة للشباب أن يظنوا أنها مجرد بواسير أو شيء من هذا القبيل... وقد تكون كذلك فعلاً، ولكن من الممكن أيضاً أن تتعايش هذه الحالات معاً». وتابع: «فمن المؤكد أن هناك أشخاصاً لديهم بواسير وسرطان في الوقت نفسه، أو قد يكون الأمر شيئاً مختلفاً تماماً».

وبشكل عام، فإن إجراء فحص القولون بالمنظار أو أي من اختبارات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم يُعدّ أفضل وسيلة لتقليل خطر الإصابة أو اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.

وقال تشيكّيني: «يمكن الخضوع للفحص إما بواسطة المنظار وإما من خلال اختبارات تعتمد على تحليل البراز»، مضيفاً أنه ينبغي استشارة الطبيب لتحديد الفحص الأنسب لكل شخص.