استقبلت مدينة تمبدغه يوم الأربعاء 12 نوفمبر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في أجواء احتفالية غامرة، عبّرت عن عمق التعلق الشعبي بالرئيس وثقة المواطنين في نهجه التنموي الهادئ.
وقد حظي فخامته عند مدخل المدينة باستقبال شعبي واسع وحفاوة كبيرة من طرف السلطات الإدارية والمنتخبين والوجهاء والأطر، في مشهد جسّد روح الانتماء والوفاء، وعكس ما توليه الساكنة من اهتمام خاص بهذه الزيارة الميدانية التي تدخل ضمن جولة الرئيس في ولاية الحوض الشرقي.
وخلال اللقاء العام مع أطر المدينة، الذي توّج فعاليات الزيارة، اتسم حديث رئيس الجمهورية بالصراحة والوضوح، حيث تناول جملة من القضايا السياسية والتنموية التي تشغل الرأي العام الوطني.
فقد تطرّق فخامته إلى الحديث عما اعتبر إشارة إلى احتمال تعديل دستوري، مبرزًا أهمية المؤسسات الدستورية في ضمان التوازن السياسي وترسيخ الديمقراطية، مشيرا بشكل خاص إلى مجلس الشيوخ ومتسائلا عن ما يمكن أن يمثله من قيمة مضافة إذا ما أُعيد النظر في هيكلته ودوره، والأمر نفسه ينطبق على المجالس الجهوية والمجلس الأعلى للفتوى والمظالم والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي باعتبارها مؤسسات ونا إذا كانت هذه المؤسسات ذات قيمة كبيرة وضرورية أم انها ذات عبئ على ميزانية الدولة يمكن الاستغناء عنها.
وفي معرض الحديث عن من سيخلفه في الحكم، أكد فخامة الرئيس أن الحديث عن ذلك سابق لأوانه، مبيّنًا أن من يروّجون لمثل هذه القضايا إنما يصرفون الأنظار عن القضايا التنموية الجوهرية، ويضرون بأنفسهم وبمن يروّجون لهم.
وقد رأى مراقبون في هذا التصريح رسالة سياسية قوية، تهدف إلى وضع حد للأصوات التي تحاول افتعال خلافات داخل النظام، وتأكيد أن الأولوية في هذه المرحلة هي العمل والبناء لا الصراع السياسي المبكر.
كما أبدى الرئيس غزواني أسفه للخلافات البينية بين الأحلاف السياسية في تمبدغه وبعض مدن الداخل، معتبرًا أن تلك الخلافات تُعيق التنمية المحلية وتحول دون تحقيق مصالح المواطنين، داعيًا الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والتعاون من أجل خدمة الصالح العام.
وراى مراقبون في اختيار الرئيس مقاطعة تمبدغة لإرسال رسائله السياسية، خطوة تنم عن وعي بأهمية المدينة السياسية والاستراتيجية وتاريخها السياسي والثقافي والاجتماعي العريق
واختتمت الزيارة بلقاءات متعددة مع المنتخبين والأطر ووجهاء المدينة، في أجواء من الودّ والمصارحة، أكدت ما تتميز به سياسة الرئيس من انفتاح وتوازن وسعي صادق لتوحيد الكلمة وتغليب المصلحة الوطنية.


