الجزائر – أعلنت الجزائر، اليوم الإثنين، استدعاء سفرائها لدى مالي والنيجر للتشاور، وتأجيل مباشرة سفيرها في بوركينا فاسو لمهامه، في أعقاب تصاعد التوتر مع دول الساحل الثلاث، إثر إسقاط الجيش الجزائري طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي نهاية مارس الماضي.
وأوضحت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان أن إسقاط الطائرة جاء بعد رصد اختراقها المجال الجوي الجزائري لمسافة 1.6 كيلومتر في مسار وُصف بالهجومي، مشيرة إلى أن هذا الاختراق يُعد الثالث من نوعه منذ أغسطس 2024.
واعتبرت الجزائر أن الحادث كان نتيجة “مناورة عدائية واضحة”، مؤكدة أن قوات الدفاع الجوي تصرفت وفق ما تقتضيه السيادة الوطنية، ومشددة على تمسكها بمضمون البيان الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع.
وانتقدت الجزائر بشدة ما وصفته بـ”الانحياز غير المدروس” من النيجر وبوركينا فاسو إلى جانب مالي، مستنكرة “اللغة غير اللائقة” التي استُخدمت ضدها، ومؤكدة رفضها لما اعتبرته “محاولات يائسة لتحميلها مسؤولية إخفاقات السلطة الانقلابية في مالي”.
في المقابل، أعلنت مالي تقديم شكوى ضد الجزائر أمام الهيئات الدولية، وقررت الانسحاب من لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر، معتبرة إسقاط الطائرة “عملاً عدائياً متعمداً”.
وفي خطوة منسقة، استدعت مالي والنيجر وبوركينا فاسو سفراءها من الجزائر، معتبرة الحادث “اعتداءً على منطقة تحالف الساحل بأكملها”.