أكد رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن مستقبل موريتانيا وبقاءها مرهونان بترسيخ رباط المواطنة وتعزيز اللحمة الاجتماعية، محذرًا من التأثيرات السلبية للقبلية والجهوية والفئوية على وحدة المجتمع والدولة.
جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الجمعة، في افتتاح النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان، حيث شدد على أن الاختلاف في الآراء والمواقف ظاهرة صحية تعيش بها الديمقراطيات وتتطور، لكنه لا ينبغي أن يكون على حساب المشتركات الوطنية وأسس الكيان الاجتماعي.
ودعا الرئيس إلى إحداث تحول عميق في العقليات والمسلكيات، بما يحد من النزعات الشرائحية والعصبيات الضيقة، ويعزز الانتماء الوطني الجامع، معربًا عن استغرابه من كون النخب الوطنية تعلن قناعتها بأهمية الوحدة الوطنية وترسيخ المواطنة، في حين أن تجاذباتها وخلافاتها غالبًا ما تطغى على هذه القناعة، فتُضعف إسهامها في تحقيق هذا الهدف، بوعي أو بغير قصد.
وأكد ولد الغزواني أن الدولة الحديثة لا يمكن أن تقوم إلا على أساس المواطنة والمساواة، والتحرر من الصور النمطية والتراتبـيات الزائفة، مشددًا على أن الدولة بذلت، منذ توليه السلطة، جهودًا كبيرة لتعزيز علاقة الدولة بالمواطنين، وترسيخ دولة القانون، عبر إصلاح المنظومة التعليمية، وإطلاق المدرسة الجمهورية، وتكريس التمييز الإيجابي، وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية، وبناء شبكة أمان اجتماعي لصالح الفئات الهشة.
وأوضح أن السياسات الاجتماعية اعتمدت مبدأ المساواة المطلقة بين المواطنين، من خلال محاربة الفقر والهشاشة، وتوسيع التأمين الصحي، وتقديم تحويلات نقدية منتظمة، إضافة إلى مجانية بعض الخدمات الصحية.
وختم رئيس الجمهورية بالتأكيد على أن ما تحقق في مجال تعزيز المواطنة، رغم أهميته، يظل غير كافٍ دون انخراط فعلي ومسؤول من النخب السياسية والفكرية والإعلامية والثقافية، والمجتمع المدني، داعيًا إلى حوار وطني جامع حول المشتركات، ومشدّدًا على أن الشباب يمثلون الرهان الأكبر في ترسيخ قيم المواطنة وتقديمها على كل الولاءات الضيقة.
غزواني من وادان: مستقبل موريتانيا رهين بالمواطنة وتجاوز القبلية
