أُعلن مساء اليوم الجمعة في العاصمة نواكشوط عن وفاة القاضي عبد الله ولد الركاد، أحد أبرز القضاة الموريتانيين الذين عاصروا مرحلة تطبيق الشريعة الإسلامية، وترك بصمة بارزة في السلك القضائي والعمل الدعوي بالبلاد.
تخرّج القاضي الراحل من كلية الشريعة في ليبيا، والتحق بسلك القضاء منتصف السبعينيات، حيث شغل عدة مناصب منها مستشار في المحكمة الابتدائية، نائب وكيل الجمهورية، كما عمل في عدد من الولايات وكان آخرها ولاية الحوض الشرقي بمدينة النعمة، قبل أن يُعيّن مستشاراً في محكمة الاستئناف، ثم عضواً في المحكمة الجنائية الإسلامية المختصة بالحدود الشرعية التي أنشأها الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيداله.
وإلى جانب مساره القضائي، أسس الفقيد الجمعية الثقافية الإسلامية عام 1980، التي هدفت إلى تحصين الشباب من الأفكار الدخيلة على المجتمع الموريتاني، ومواجهة التيارات الفكرية المناقضة للشريعة. وقد ساهم مع عدد من العلماء والأعيان ورجال الأعمال في دعم أنشطة الجمعية ورحلاتها الدعوية، كما كان له دور في إنشاء لجنة المساجد والمحاظر التي أنشأت معهدي “اقرأ” و”ابن عباس”.
وعُرف القاضي ولد الركاد بمواقفه الواضحة في الدفاع عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وكان من أبرز الموقعين على العرائض التي طالبت بتكريس المرجعية الشرعية في القضاء. وبرحيله تفقد موريتانيا أحد رموزها القضائية والدعوية الذين ساهموا في ترسيخ قيم الشريعة وتعزيز العمل الإسلامي.