فقدان قامة فلسفية:المغرب يودع علما من أعلام الفكر

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يعتصرها الألم، تلقينا نبأ رحيل الدكتور مختار عبد اللاوي، أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني، الذي غادر دنيانا بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري والإنساني، اختارته يد القدر لينتقل إلى جوار ربه.

لقد كان الفقيد رجلا يتجسد فيه نقاء الروح وسمو الأخلاق، عاش إنسانا، محبا للآخرين، ناشرا لقيم الخير والطيبة في كل من حوله،أستاذا مقتدرا، يتمتع بمستوى علمي وأكاديمي رفيع، حيث أثرى عقول تلامذته وزملائه برؤى فلسفية عميقة ومبادئ أخلاقية سامية.

لقد واجه مرضه بصبر و إرادة لا تلين و إيمان  لا يتزعزع، مضى في حياته عالي الهمة متشبثا بالقيم الوطنية مدافعا عن القضايا العادلة ، محتسبًا كل لحظة، صامدًا أمام التحديات، ليترك لنا ذكرى رجل عاش شامخًا في صموده، وودعنا عزيزًا في رحيله.

ومع رحيله، يخسر المغرب والعالم العربي فكرا نيرا وشخصية استثنائية، لقد ترك فراغا لن يملأ في قلوب  كل من استنار بفكره، ولزملائه الذين عرفوه كرفيق مخلص وأستاذ مقتدر، أو من محبي الفلسفة وأهل الفكر.
وإن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولكن لانقول إلا ما يرضي الله :إنا لله وإنا إليه راجعون .

إن مركز البحوث و الدراسات الإنسانية الإنسانية (مبدأ) يتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد وإلى محبيه وطلابه وزملائه،  والى كل الشعب المغربي والنخب المغاربية عموما وندعو الله أن يتغمده  بشآبيب رحمته الواسعة، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّمه في حياته من علم وإحسان، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصالحين والأبرار.

وإنا لله وإنا إليه راجعون
رئيس مركز مبدأ
الدكتور محمد سيداحمد فال (بوياتى )