تشكل الموسيقى في موريتانيا جزءا اصيلا من حياة المجتمع فهي ليست مجرد وسيلة ترفيه بل تعبير عميق عن القيم والتاريخ والهوية الثقافية للبلاد وتتميز الموسيقى الموريتانية بطابعها الخاص الذي يجمع بين التأثير العربي والافريقي والبدوي في آن واحد
فن ايكيوال صوت الذاكرة الحية
يعتبر فن ايكيوال من ابرز اشكال الموسيقى التقليدية في موريتانيا ويمارسه فئة تعرف تقليديا باسم ايكيوان وهم الفنانون الذين يحتفظون بالذاكرة الجماعية للمجتمع من خلال الغناء والالحان ويحكون تاريخ القبائل والبطولات والمناسبات عبر كلمات موزونة ونغمات اصيلة
آلة آردين سيدة المقامات
من اشهر الآلات الموسيقية في موريتانيا آلة آردين وهي آلة وترية تقليدية تعزفها النساء حصرا وتعتبر رمزا للجمال والتراث وتستخدم في السهرات والمناسبات الاجتماعية وتعبر من خلالها الفنانة عن الفرح والحزن والحكمة
الفن الحديث والتجريب
رغم تمسك المجتمع الموريتاني بتراثه الموسيقي الا ان جيل الشباب بدأ يستكشف افاقا فنية جديدة من خلال مزج الموسيقى التقليدية بانواع حديثة مثل الراب والجاز والبلوز ويظهر ذلك بشكل واضح في اعمال بعض الفنانين الشباب الذين يسعون لاعادة تعريف الموسيقى الموريتانية على الساحة العالمية دون التفريط في جذورها
التحديات والآفاق
يعاني الفنانون في موريتانيا من قلة الدعم والبنية التحتية لكن ذلك لم يمنعهم من الحفاظ على شعلة الابداع مشتعلة اذ تنظم مهرجانات ثقافية وموسيقية سنويا في نواكشوط وبعض المدن الداخلية لتشجيع الفن وحفظ التراث ونقله للاجيال القادمة
الخاتمة
الموسيقى في موريتانيا ليست فقط فنا بل هي اسلوب حياة وهي مرآة تعكس روح المجتمع وتاريخه وتنوعه الثقافي ومع تزايد الوعي بدورها في التنمية الثقافية والاجتماعية تبقى الحاجة ملحة لدعم الفنانين والحفاظ على هذا الموروث الغني الذي لا يقدر بثمن