بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يُخلف الميعاد
والصلاة والسلام على من علّم الناس العدل والاجتهاد.
تابعت باستغراب البيان الذي أصدره السيد عميد الكلية، والذي حاول من خلاله تبرير إخفاقه حتى لا أقول "الفشل" في إدارة أزمة هي من صنيعه، واتهام الطلاب بالتضليل في حين أن الوقائع تشهد بعكس ما قاله تمامًا مع كامل الاحترام والتقدير .
وبناءً عليه، أود توضيح بعض النقاط والرد عليها، حراسةً للحقيقة ودفاعا عن الطلاب وحقهم المشروع في بيئة جامعية ملائمة تقارب على الأقل مايتوفر عليه زملاؤهم في دول مجاورة رغم أننا أكثر منهم موارد من ناحية الإمكانات وأقل منهم عددا من حيث عدد الطلاب:
أولًا: حول معرفتة سيادته بمشاكل الكلية منذ ثماني سنوات
يصرّح العميد بأنه كان على دراية بمشاكل الكلية منذ ثماني سنوات، وكأنها شهادة فخر، بينما هي في الحقيقة إدانة واضحة.
من يعرف المرض منذ سنوات ثم لا يقدم وصفة وحلولًا عملية بعد توليه المسؤولية، ليس خبيرًا بالمشاكل بل جزءًا منها.
لقد استلم السيد العميد مهامه دون رؤية واضحة، ولم يقدم خلال فترته حتى الآن سوى وعودٍ مؤجلة ومشاريع كلامية لم ترَ النور بكل أسف رغم تصريحه بأنه قدم منذ مجيئه مالم يحلم به الطلاب!!!.
ثانيًا: عن “العمل في إطار الشفافية والتواصل”
يتحدث العميد عن شفافية واتصال مستمر ومثمر، بينما الواقع لايدل على ذلك.
الطلاب لم يروا من ذلك سوى الوعود العرقوبية والأماني بمستقبل أفضل!.
ما فائدة الاجتماعات المغلقة إن لم تنعكس على أرض الواقع بتحسين التجهيزات، وتوفير الظروف الأكاديمية اللائقة؟
إنّ الشفافية لا تكون بالشعارات، بل بالأفعال، والأفعال غائبة تمامًا بكل أسف.
ثالثًا: عن اللقاء “المرتجل” مع ممثلي الطلبة
يقول السيد العميد إنه قرأ العريضة الطلابية “على عجل” قبل مغادرته المكتب، وكأن الوقت لا يسمح بالاستماع لهم كما ينبغي.
وهذا في حد ذاته استخفافٌ واضحٌ بالمطالب الطلابية التي تتعلق بمصير مئات الطلبة ومستقبلهم المهني وتدل من ناحية أخرى على عدم وجود مايكفي من الوقت لنقاشها في وقت عادي.
إنّ التسرع في قراءة العريضة والرد العابر لا يُظهر تفاعلًا، بل استهانةً وعدم احترامٍ لتمثيلية الطلبة ولايطمئنهم على مستقبل عريضتهم.
رابعًا: عن وصف الإضراب بـ”المفاجئ”
الإضراب لم يكن مفاجئًا إلا لمن يعيش في عزلة عن الواقع ونُقر بأن العميد ليس منهم، بل كان حاضرا يرى ويسمع ووصلته جميع المطالب والإرهاصات ومستوى التذمر المتزايد.
لقد تراكمت الأسباب طيلة شهورٍ من الإهمال والتسويف الإداري.
أما القول بأن “العميد لم يغلق بابه” فهو مغالطة لفظية؛ فالإغلاق هنا رمزيّ، ويعني انقطاع قنوات التواصل الفعّالة المثمرة، لا غلق الأبواب المادية.
من يغلق أذنيه عن معاناة الطلبة، فقد أغلق أبوابه فعلاً.
خامسًا: عن اجتماع رئاسة الجامعة
يتباهى السيد العميد بأنه قدّم “حلولًا واقعية وآجالًا ممكنة”، لكن ما عُرض لم يكن سوى وعود مؤجلة بلا التزام واضح ولا توقيع زمني محدد وإصرار منه شخصيا على الامتناع عن بعض المطالب وتكلم في هذا المعرض بكلمات يذكرها الحاضرون جيدا.
لذلك وصف الطلاب تلك المقترحات بأنها “وعود فارغة”، لأن التجارب السابقة علمتهم أن الكلام الإداري لا يُترجم إلى فعل إلا تحت الضغط.
ولو كان ما قدمه العميد حقيقيًا وملموسًا، لما استمر الإضراب يوماً واحدًا بعدها وهانحن نعلنها أننا ننتظر بشغف اللحظة التي تتحقق فيها المطلب ونرجع فيها للحصص وأساتذتنا الأجلاء والذين يقرون بالمناسبة أن مطالبنا عادلة وضرورية جدا.
سادسًا: عن اتهام الطلاب بأن للإضراب “دوافع أخرى”
هذا الاتهام يعكس بكل أسف عقلية وصايةٍ متعاليةٍ ترى في الطلاب أدوات لا شركاء، وتلاميذ ابتدائية يسيرهم الوكلاء لامسؤولين ناضجين .
الحراك الطلابي لم يكن بدوافع خفية، بل نتيجة إهمال مزمن، وسوء تسيير، وتراكم للأخطاء الأكاديمية والإدارية.
من السهل رمي التهم، لكن الأصعب أن يتحمّل العميد مسؤوليته أمام طلابه وحانت تلك اللحظة.
سابعًا: عن ادعائه سيادته أنه “لم يدخر جهدًا”
لو كان الجهد مبذولًا فعلًا، لما تعطلت الدروس، ولا أُقفلت القاعات، ولا فقد الطلاب الثقة في إدارتهم ولما أَغلق بنفسه عنهم أبواب الكلية في اليوم الأول من الاحتجاج .
الواقع وحده يكشف الحقيقة:
كلية تعاني، طلاب يدرسون في ظروف مزرية، ومطالب متراكمة مؤجلة منذ سنوات.
أما القول بأنه لم يُغلق مكتبه، فهو تبرير شكلي لا يغيّر من حقيقة أنه لم ينجح في التواصل الفعال والتسيير والتقدم بأي إنجاز ملموس.
إنّنا، طلبة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، نؤكد أن الحراك القائم ليس موجّهًا ضد شخص، بل ضد نهجٍ إداريٍ فاشلٍ يقوم على التسويف وتزيين الخطابات بدل مواجهة الواقع، نرفض محاولات تزييف الوعي وشيطنة نضالنا المشروع ونطالب بإدارة حقيقية تسمع وتنفّذ وتحترم خيارات طلابها وطموحاتهم المشروعة في بيئة أفضل.
وحتى يتحقق ذلك، سيستمر نضالنا السلمي بنفس الوعي والمسؤولية، دفاعًا عن حقنا في تعليم لائق يتوفر المتطلبات الضرورية للتكوين والضمانات الكافية لمستقبل مميز.
الأسئلة المطروحة هي:
-أين مختبرات طلاب الطب الأسنان؟
-أين مختبرات طلاب الصيدلة؟
-أين هي مصلحة الطعون في الامتحانات والتربصات؟ ولماذا لا يتم تمكين الطلاب من إعادة تصحيح أوراقهم وفق إجراءات واضحة ومنظمة؟، كما يحصل في دول الجوار.
-لماذا لا يتم وضع آلية أكاديمية واضحة لطرح الامتحانات؟
-أين هي منح الأطباء الداخليين ؟
أين وأين وأين..
هذه مطالب بسيطة جدا وواضحة ولاتحتاج إلى مرسوم رئاسي ولا إلى ميزانيات ضخمة وإنما فقط إلى إرادة جادة.
وعهدٌ علينا أن نبقى صوت الحقّ، مهما علا ضجيج التبرير، إن حراكنا هو صوت الطالب المضطهد، وحقه المستلب، وسنبقى دفاعه الذي لايلين.
عن ممثل الطلاب بمجلس الكلية:
يحي مختاري
