انطلقت اليوم بقاعة المحاضرات بقصر المؤتمرات "المختار ولد داداه " الجلسةُ العلمية والثقافية الأولى ضمن البرنامج العلمي المواكب لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب ، وسط حضور نوعي من الباحثين والمثقفين والمهتمين بالشأن الفكري والأدبي.
وتضمنت الجلسة ثلاث أوراق علمية ناقشت محاور أساسية تتصل بتاريخ الكتاب وتحدياته ومستقبله في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
ففي الورقة الأولى، قدّم الدكتور عباس إبرهام عرضًا بعنوان “تاريخ صناعة الكتاب في الحضارة الإسلامية”، استعرض فيه مسار تطور الكتاب عبر العصور الإسلامية خاصة في بلاد شنقيط ودور العلماء الشناقطة في إثراء حركة التأليف والنشر في العالم العربي والإسلامي .
أما الورقة الثانية، التي قدّمها الدكتور محمد الأمين ولد الكتاب، فكانت بعنوان “الكتاب الورقي وتحديات الثورة الرقمية”، تناول فيها العلاقة بين المطبوع والرقمي، مبرزًا التحولات الجذرية التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة على واقع القراءة والنشر، وما يطرحه ذلك من فرص وتحديات أمام صُنّاع الكتاب.
وفي الورقة الثالثة، استعرضت الدكتورة تربة بنت عمار موضوع “الكتابة النسائية: الخصوصية والمنهج”، مسلطة الضوء على التجربة النسائية في الكتابة الإبداعية والفكرية، وموقعها في المشهد الثقافي العربي، مع تحليل لأبرز المناهج النقدية التي قاربت هذا الحقل المعرفي.
أدارت الجلسة وأشرفت على تنظيم مداخلاتها الوزيرة السابقة مكفولة بنت آگاط ، وفتح في ختام تقديم العروض نقاشًا مثمرًا بين الحضور والمشاركين، أسهم في تعميق الرؤى وتبادل الأفكار حول مستقبل صناعة الكتاب .
وتأتي هذه الجلسة في إطار البرنامج العلمي والثقافي الغني الذي يميز معرض نواكشوط الدولي للكتاب، الهادف إلى تعزيز حضور الفكر والمعرفة، وتكريس ثقافة القراءة والبحث العلمي.