آوكــــــــــــــــــــــــار المفهوم والرمزية

يحل مفهوم آوكار إلى منطقة صحراوية جافة وقاحلة حيث شحة الأمطار وندرة المياه وضعف الغطاء النباتي وقلة السكان، ووعورة المسالك بفعل تكسد الرمال المتجمعة على شكل كثبان وانتشار السلاسل الجبلية الممتدة من ولاتة في أقصى الشمال الشرقي وحتى آدرار في الشمال الغربي للبلاد هذه التضاريس الصعبة جعلت منطقة آوكار منطقة طاردة ويتجلى ذلك من خلال الهجرات المتتالية والمتواصلة منذ سبعينات القرن الماضي لسكان المناطق الشمالية(آوكار)نحو الجنوب حيث المراعي الخصبة والمياه الوفيرة.

وقد خلقت هذه الوضعية إشكالات عديدة للسلطات العمومية منها ما هو أمني ومنها ما تنموي اجتماعي. 

لا شك أن هذه الوضعية تتطلب تحركا مدروسا وخططا تنموية عاجلة من طرف الحكومة تضع في الحسبان المطالب الملحة للسكان وتمكن المتبقي منهم بالبقاء في ربوعهم وتهيئ الظروف الملائمة لحياة كريمة لمن يرد العودة إلى هناك.


 

رمزية آوكار

ترتبط رمزية آوكار (الصحراء الموريتانية) في المخيال الجمعي لمجتمع البيظان بنشأة هذا المجتمع وتاريخه الطويل الحافل بالعطاء والتضحيات.

فعلى وهاد آوكار ذات الرمال الناصعة وفي أغواره ذات النخيل الباسق وفي سفوح جباله الشاهقة ولد مجتمع تفرد بقيمه وعاداته وأعرافه فكان التسامح والتكافل،والتعاون،والكرم،والشجاعة،خصال فطرية في المجتمع الآوكاري الصحراوي الشنقطي.

فقد صاغت البيئة الآوكارية إنسانا ذو ميزات خاصة شكل الانفتاح والحرية والبساطة أهم مظاهرها.

وعلى غير مثال ابتدع الآوكاريون الصحراويون انموذجا يتيما ومنهجا غير مألوف للتدريس والتعليم فكانت المحظرة الشنقيطية الجامعة البدوية المحمولة على العيس والمستظلة بأطناب الخيم وأغصان الأشجار منهلا سلسبيلا يرتوي من زلاله طلاب العلم الوافدين من كل حدب وصوب دون تحديد معايير خاصة أو ملفات محددة فخرجت علماء وفقهاء وشعراء ضج صيتهم في الآفاق وانتشر إشعاعهم في أصقاع كثيرة من العالم،فنشروا الإسلام وفي ربوع إفريقيا وعلموا وهذبوا وأدبوا وألفوا وبلغ علمهم وذكرهم وتأثيرهم المشرق الإسلامي حيث درسوا في الجامعات وناطروا وفازوا وتصدروا مجالس العلم والإفتاء فصنعوا مجدا خالدا مسطرا في صفحات التاريخ. 

تميز مجتمع آوكار بتمسكه بدين الإسلام وجسد ذلك من خلال تمسكه بمذهبه المالكي وعقيدته الاشعرية وطريقه الصوفية الجنيدية. 

هذا المجتمع الذي توج مسار نضاله وكفاحه الشاقين على امتداد قرون من الزمن بإنشاء دولته الحديثة يتحتم عليه توثيق تاريخه وحفظ تراثه الثر ومواصلة بناء وطنه حتى يتبوأ مكانته اللائقة به.

 


 


 

عبـــــــــــــــــدي البكاي 


 

إطار بالمعهد التربوي الوطني