مع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية... إلى أين تتجه بوصلة الناخب الموريتاني؟

مع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية لرئاسيات موريتانيا 2024، تتجه الأنظار بترقب نحو الساحة السياسية المتوهجة،  حيث يقف سبعة مرشحين في مواجهة التحديات والآمال، كلٌ منهم يحمل معه رؤىً وأحلاماً لشعب يطمح إلى مستقبل أفضل ، وتتصاعد التوقعات والتحليلات حول حظوظ كل منهم في سباق يبدو محموماً على كرسي الرئاسة. 

خلال الأسابيع الماضية، كانت شوارع نواكشوط، والولايات الأخرى، مسرحاً لفعاليات انتخابية صاخبة، تراوحت بين المهرجانات الحاشدة واللقاءات الجماهيرية، وحتى النقاشات الحادة على منصات التواصل الاجتماعي.

 

 محمد ولد الغزواني: رجل الاستقرار والتوازن

محمد ولد الغزواني، الرئيس الحالي، يدخل السباق الانتخابي بخبرة السنوات التي قضاها في الحكم ويتميز بأسلوبه الهادئ وخطابه التصالحي، ويمتاز برنامجه بالتركيز على الاستقرار السياسي والاقتصادي، مما يجعله خياراً مفضلاً لدى من يسعون إلى الاستمرارية وتجنب المخاطرة ،ومع ذلك، يواجه انتقادات حول بطء وتيرة الإصلاحات والتغيير.

بيرام الداه اعبيدي: صوت الحقوق والحرية

بيرام الداه اعبيدي، الناشط الحقوقي البارز، يجسد صوت المغبونين والمظلومين حسب تصريحاته ،وشعاره الانتخابي يدور حول محاربة العبودية والتمييز، يحظى بدعم شريحة واسعة من الشعب الطامح للتغيير، تراجعت شعبيته نتيجة ارتمائه في أحضان السلطة مع وصول الغزواني للحكم لكنه ابتعد مجددا عن الرئيس مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية،و يواجه  انتقادات قوية نتيجة أسلوبه ودعايته الشعبوية ما نتج عنه مقاومة من القوى التقليدية والمحافظة ، كما 

 العيد محمدن: المحامي الطموح

العيد محمدن، المرشح الشاب، يدخل المعترك السياسي برؤية مستقبلية تعكس طموحات الشباب ، يركز برنامجه على الابتكار والتعليم وتعزيز فرص العمل ،ويمتاز بخطابه الانتقادي  والمليء بالأمل، لكنه يفتقر إلى الخبرة السياسية التي قد تقف حائلاً أمام تحقيق أهدافه.

حمادي سيد المختار: حارس التقاليد

حمادي سيد المختار، الفقيه الواعظ، رئيس حزب تواصل، يعتمد على قاعدة شعبية واسعة من خلال شبكة علاقاته الاجتماعية والتقليدية لحزبه ويركز على الحفاظ على الهوية الموريتانية، مع التزام بتحقيق توازن بين الحداثة والتقاليد، رغم ذلك، يرى البعض أنه قد يكون مقيداً بالتقاليد بشكل يعوق تحقيق الإصلاحات الجذرية ،كما تختلف وجهات النظر حول مدى تأثيير الانسحابات التي شهدت الحزب مؤخرا .

 انتوما سوماري: وجه التغيير الهادئ 

جراح الأعصاب  يحاول بمشرطه خياطة جروح البلد و يسعى إلى تقديم حلول عملية ومدروسة للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية ،لكن، يواجه تحديات في جذب تأييد الجماهير الكبيرة التي تبحث عن تغييرات جذرية وفورية.

بوكار با :خليفة إبراهيما مختار صار

المهندس الذي يمتاز بالهدوء والرزانة حسب العارفين به ، يقدم برنامجاً يسعى حسب برنامجه لإيجاد حلول لمكافحة الفقر والبطالة وتعهد بغضفاء الطابع الرسمي على اللغات الوطنيةلكنه لم ينجح في استقطاب كل القوميات ما قد ينعكس على حظوظه حسب بعض الآراء .

المرتجي الوافي : شاب مقرب من النظام

إطار من السلك المالي، سبق وأن ترشح في انتخابات 2019 ولم يحصل على درجة 1%،وفي تصريحات له، قال ولد الوافي إنه مصمم على النجاح منذ انتخابات 2019،ويرى مراقبون أن السلطة الحاكمة هي من تقف وراء ترشيحه حيث تمت تزكية ترشحه من خلالها

 المزاج الشعبي: بين التغيير والاستقرار

في المقاهي والأسواق، تتنوع الآراء وتتباين التوقعات ،يراهن البعض على الاستقرار الذي يقدمه ولد الغزواني، بينما يميل آخرون إلى التغيير الجذري الذي يمثله بيرام اعبيدي، أما الشباب، فهم يجدون في العيد محمدن رمزاً لطموحاتهم، في حين يفضل آخرون الحفاظ على التقاليد مع حمادي سيد المختار، أو الاصلاح وانقشاع ظلام الجهل والغبن مع "مصباح" سومارى.

النهاية المنتظرة: الكلمة للناخبيين 

بينما تتوالى الأيام وتقترب لحظة الحسم، يظل المشهد الانتخابي مفتوحاً على كل الاحتمالات.

 ورغم كل التحليلات والتوقعات، يبقى الناخب الموريتاني هو الحَكَم الأخير، ليحدد من سيقود البلاد في السنوات القادمة، ومن خلال صناديق الاقتراع، ستتجسد إرادة الشعب في اختيار من يرون فيه القدرة على تحقيق التغيير المنشود، أو الحفاظ على المكتسبات والتقدم نحو غدٍ أفضل..