في ليلة هادئة بعد ليال الصخب والحماس،ومع حلول الساعة صفر، عمّت أرجاء موريتانيا لحظة من السكون والترقب. إنها بداية الصمت الانتخابي، المرحلة الأخيرة التي تسبق يوم الاقتراع المنتظر ، في هذه اللحظة الفاصلة، يتوقف ضجيج الحملات الانتخابية، وتخبو أصوات الخطب والشعارات، ليحل مكانها صمت عميق يحمل بين طياته تأملات وآمال شعب بأكمله.
الطرقات التي كانت تعج بالمسيرات والمهرجانات، تبدو الآن هادئة وكأنها تتهيأ لاستقبال يوم حاسم في تاريخ البلاد. مرشحو الرئاسة، الذين جابوا مختلف الولايات والمدن، يعكفون في منازلهم مع مستشاريهم، يراجعون استراتيجياتهم ويقيمون حملاتهم.ط ،كل واحد منهم يحمل في قلبه حلمًا بأن يكون قائد موريتانيا الجديد، ليقودها نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.
الشعب الموريتاني، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، يعيش لحظات من التفكير والتأمل.
الفلاح في حقله، والتاجر في سوقه، والمرأة في منزلها، والطالب في مدرسته، جميعهم يشعرون بثقل المسؤولية التي ستلقى على عاتقهم يوم غد ،فالاختيار ليس مجرد وضع ورقة في صندوق الاقتراع، بل هو تحديد مصير أمة، واختيار مسار جديد لمستقبل البلاد.
الأحاديث في المنازل والمقاهي تدور حول من هو الأنسب لقيادة البلاد، من يمتلك الرؤية والحكمة لتحقيق تطلعات الشعب، النقاشات تتميز بالجدية والعمق، حيث يدرك الجميع أن القرار الذي سيتخذونه غدًا سيؤثر على حياتهم وحياة الأجيال القادمة.
في هذا الصمت الانتخابي، تنبض القلوب بحب الوطن وتتطلع العيون إلى غد أفضل، إنه وقت التفكير العميق والمراجعة الذاتية، حيث يضع كل مواطن نصب عينيه مصلحة الوطن وأمانة الاختيار، كل واحد منهم يعرف أن صوته هو لبنة في بناء مستقبل موريتانيا، وأن التغيير يبدأ من اختياره.
ومع بزوغ فجر يوم الاقتراع، ستتوجه الحشود إلى مراكز التصويت، محملة بأمل كبير ورغبة صادقة في التغيير.
فمن سيختار الشعب؟ من سيحمل شعلة القيادة ويقود السفينة نحو بر الأمان؟من سيدخل القصر الرمادي رئيسا؟
إنها لحظة تاريخية، تكتب فيها موريتانيا فصلًا جديدًا من قصتها، بأيدي شعبها الحر. وبينما تشرق الشمس على أرض الصحراء، يتجدد الأمل في النفوس، وتبقى موريتانيا شامخة بأبنائها، قوية بتلاحمها، متطلعة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة.