مدغشقر: تنصيب العقيد راندريانيرينا رئيسا بعد ثلاثة أيام من سيطرته على الحكم

تولى العقيد ميكايل راندريانيرينا الجمعة الرئاسة في مدغشقر، بعد أيام من سيطرة وحدة من الجيش كان يقودها على الحكم، في أعقاب احتجاجات أجبرت الرئيس أندريه راجولينا على الفرار. وجرت المراسم في المحكمة الدستورية العليا، التي دعته إلى "ممارسة مهام رئيس الدولة"، بعد أن عزل البرلمان راجولينا.

إعداد:

فرانس24

فيديو:

ماري زعرور حنا

العقيد مايكل راندريانيرينا من الوحدة العسكرية "كابسات" في طريقه إلى القصر الرئاسي للإعلان عن استيلاء الجيش على السلطة. مدغشقر،أنتاناناريفو في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025 . © أسوشيتد برس

 

أدى العقيد ميكايل راندريانيرينا اليمين الدستورية الجمعة رئيسًا لمدغشقر، بعد ثلاثة أيام من سيطرة وحدته العسكرية على السلطة.

ويحاول راندريانيرينا إضفاء الشرعية على سيطرته على سدة الحكم، رافضا وصف إطاحته وقوات وحدته بالرئيس أندري راجولينا، الذي غادر البلاد بعد ثلاثة أسابيع من المظاهرات، بأنها انقلاب.

وانتقل العسكري البالغ 51 عاما خلال سنتين من اعتقاله للاشتباه بتخطيطه لانقلاب عسكري، إلى تنصيب وشيك على رأس السلطة بدون المرور عبر صناديق الاقتراع.

 

"لإعادة تأسيس جمهورية مدغشقر"

وبرّر مرسوم تنصيب راندريانيرينا بأنه سيكون "رئيسا لإعادة تأسيس جمهورية مدغشقر". وأضاف العسكري في مؤتمر صحافي ثان أن موافقة أعلى محكمة في البلاد على تنصيبه رئيسا، تؤكد أنه "لم يقم بالاستيلاء على السلطة". وتابع: "لقد تم منحي السلطة، وتم نقل السلطة إلي، الأمر مختلف".

وعقدت جلسة القسم في المحكمة الدستورية العليا التي دعته الثلاثاء إلى "ممارسة مهام رئيس الدولة"، بعد ساعات قليلة على تصويت الجمعية الوطنية على عزل راجولينا. وبدأت في الساعة التاسعة (السادسة ت غ).

ويقود راندريانيرينا وحدة عسكرية لعبت دورا محوريا في الانقلاب الذي أوصل راجولينا أصلاً إلى السلطة للمرة الأولى عام 2009.

وشهدت أنتاناناريفو، عاصمة الجزيرة السياحية الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي، مظاهرات انطلقت في 25 سبتمبر/أيلول، للمطالبة بوضع حد لانقطاع المياه والكهرباء، وصولا إلى المطالبة بتنحي راجولينا. وقتل 22 شخصا وأصيب حوالي مئة بجروح عند بدء الحركة الاحتجاجية، وفق الأمم المتحدة.

وانضم رجال "العقيد ميكايل" السبت إلى المحتجين للتنديد برئاسة راجولينا، وواكبوهم إلى وسط المدينة. وأعلن الحاكم السابق لمقاطعة أندروي بجنوب البلاد الثلاثاء "تولي السلطة" مع وحدته العسكرية، مؤكدا للصحافة أن "الانقلاب هو عندما يدخل جنود إلى القصر الرئاسي مسلحين، ويطلقون النار، ويسيل الدم... هذا ليس انقلابًا".

الأمم المتحدة تندد وفرنسا تدعو لإشراك المدنيين

لكن الأمم المتحدة نددت الخميس بـ"تغيير غير دستوري للسلطة"، فيما علق الاتحاد الإفريقي عضوية مدغشقر "بمعفول فوري". 

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الخميس في أبوجا أن "العملية الانتقالية بدأت" داعيًا إلى "ضم المدنيين بصورة كاملة إلى العملية الجارية" على أن يكون "الهدف... العودة إلى الشرعية".

وأكدت أوساط الرئيس السابق أنه "غادر البلاد ما بين 11 و12 أكتوبر/تشرين الأول "بعد تلقي تهديدات صريحة وخطيرة للغاية لحياته"، بينما أفادت إذاعة فرنسا الدولية أنه تم إجلاؤه الأحد في طائرة عسكرية فرنسية. 

وقال راندريانيرينا الخميس: "إننا نعود إلى القانون، نحترم القانون" مشككًا في إمكانية تنظيم انتخابات في مهلة ستين يوما مثلما طالبت به المحكمة الدستورية العليا في قرارها. ووعد بإجراء انتخابات خلال فترة تتراوح بين 18 و24 شهرا، مؤكدًا أنه يستعد لإطلاق "عملية تشاورية لاختيار رئيس وزراء في أسرع وقت ممكن".

وتعتبر مدغشقر، التي شهدت عبر تاريخها انتفاضات شعبية جاءت بحكومات عسكرية، من أفقر دول العالم. حيث يعيش ما لا يقل عن 80 بالمئة من سكانها البالغ عددهم 32 مليون نسمة، بأقل من 2,80 يورو يوميا، وهو خط الفقر الذي حدده البنك الدولي.

فرانس24/ أ ف ب