القيادة الفاعلة للتآزر: استجابة سريعة وإصلاح جذري

في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الرابعة والستين لاستقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية، توجه فخامة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى المناطق المتضررة على ضفاف نهر السنغال،  حيث خلفت الفيضانات مآسي إنسانية وأضرارًا جسيمة.

كانت هذه الزيارة أكثر من مجرد محطة رمزية ضمن أجندة الاحتفالات؛ بل جاءت كخطوة قيادية تحمل في طياتها رسالة تضامن وعزم على تجاوز الأزمات وإطلاق مشاريع تنموية تُعيد الأمل إلى القلوب المنكسرة،فقد عكست معاني الإنسانية والمسؤولية، مؤكدة أن الدولة تقف دائمًا مع مواطنيها في أحلك الظروف.

على أرض الواقع، وفي خيام المتضررين المتواضعة، عايش رئيس الجمهورية قصص الأسر التي جرفتها السيول من بيوتها إلى معاناة جديدة، واستمع إلى آهات الأطفال والشيوخ الذين فقدوا كل شيء إلا أمل الدولة في الوقوف إلى جانبهم.

أطلق الرئيس حزمة مشاريع تنموية جديدة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وإدخال إصلاحات جذرية تمهد لنهضة تنموية شاملة.

كما شدد على أهمية استجابة الدولة السريعة للتحديات التي فرضتها هذه الكارثة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ليست مجرد تدابير آنية، بل جزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز صمود المجتمع أمام الأزمات.

وفي خضم هذا المشهد، برزت الجهود الميدانية الاستثنائية التي قادها المندوب العام للتآزر، الشيخ ولد بده،كإحدى الركائز الأساسية في إدارة الأزمة،فقد أثبتت المندوبية تحت قيادته أنها أكثر من مجرد مؤسسة حكومية؛ بل جسدت روح "التآزر" الحقيقي الذي ينبض في قلب الدولة.

حضوره الميداني لم يكن شكليا ًو عابرًا؛ بل عكس ديناميكية القيادة العملية التي تعتمد على التخطيط المحكم والتنفيذ السريع  برؤية  تجسد الجدية في العمل والمسؤولية الصارمة.

فمع أولى لحظات الكارثة، ومنذ أن أطلقت المياه العنان لفيضانها، كان ولد بده حاضرًا في الميدان، يتفقد الأضرار،يعاين الاحتياجات ويستمع إلى آهات الأسر المنكوبةويطلع على أدق التفاصيل المتعلقة بها، ويوجه فرق التدخل لتقديم المساعدة الفورية الضرورية بيد من حديد وحنان.

 وعبر سلسلة من الاجتماعات المكثفة التي عقدها على أرض الواقع، رسم ولد بده خطةً محكمة لمساعدة السكان على كافة الأصعدة، و بناءً على تعليمات واضحة من رئيس الجمهورية، أمر المندوب بمباشرة التدخلات التي لم تكن مجرد استجابة للأزمة، بل تجسيدًا لرؤية شاملة تسعى لجعل المواطن محور العمل الحكومي.

فبدأت فرق المندوبية بتوزيع مساعدات نقدية عاجلة على الأسر المتضررة، وتوفير الخيام والأفرشة والأغطية والناموسيات المشبعة لحماية السكان من الأمراض المحتملة،تلك الوسائل التي تشكل شريان حياة لمن شردتهم الفيضانات وباتت منازلهم غير قابلة للسكن.

الجدية التي قاد بها ولد بده المندوبية لم تتوقف عند حدود التدخلات الميدانية، بل امتدت إلى إصلاحات جوهرية ضربت بيد من حديد كل أشكال التقصير والفساد،معلنا مرحلة جديدة من العمل في المندوبية، عنوانها الصرامة والشفافية.

وبقرارات جريئة، تم فسخ العقود مع المقاولين والمؤسسات التي أخلت بشروطها ولم تفِ بالتزاماتها، مؤكدًا أن محاربة الفساد ليست خيارًا بل ضرورة،وأصبحت الديناميكية والفعالية في التعاطي مع الأزمات سمة مميزة للمندوبية، التي نجحت في تحويل الكوارث إلى فرص للإصلاح وإعادة البناء، واضعًا قواعد جديدة تجعل الشفافية والكفاءة ركائز عمل المندوبية.

 و انعكس ذلك في مرونة واضحة ظهرت في سرعة وحجم التدخلات، ما جعل المندوبية نموذجًا للإدارة الفاعلة في أوقات الأزمات.

فلقد أرسى ولد بده دعائم منهج مختلف، عنوانه  الصرامة والشفافيةومحاربة الفساد وتكريس المسؤولية، واضعاً نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن. تلك هي القيادة التي تجمع بين الحزم والإنسانية، والتي تنطلق من قلب الحدث إلى آفاقٍ أرحب من العطاء والإصلاح.

فزادت وتيرة التدخلات، وتنوعت الآليات، وظهرت مسحةٌ واضحة من الصرامة في التعاطي مع الملفات المختلفة،مؤكدا بذلك بداية حقبة جديدة تضع المواطن في صلب الاهتمام، وتجعل من الشفافية والنزاهة حجر الأساس.

حيث بات التدخل السريع والعاجل هو القاعدة، والصرامة في مواجهة التقصير هي الأساس،لتصبح يد التآزر حاضرة في كل الأوقات والأزمات.

وما أن انتهى الشيخ ولد بده من جولاته الميدانية، حتى أكد بكل صرامة أن كافة الوسائل قد تم تسخيرها لتحقيق تدخل عاجل وفعال،وكان إصراره على أن الوقوف إلى جانب المواطنين في هذه الظرفية الحرجة، ليس خياراً بل واجبا.

فرؤية ولد بده اتسمت بشمولية الإستراتيجية ووضوح الهدف، حيث لم يقتصر على معالجة تداعيات الفيضانات، بل وضع خططًا طويلة الأمد تعزز مناعة المجتمع أمام مثل هذه الكوارث.

 في كل خطوة، كان صوت المواطن حاضرًا، ليصبح الإصلاح ومكافحة الفساد ليس مجرد شعارات، بل ممارسات يومية تعيد بناء الثقة بين الدولة والمواطن.

وتحت قيادته نظمت التآزر مبادرات دولية، حيث اجتمع ممثلو دول الجوار في ملتقيات فنية استثنائية، تتبادل فيها الأفكار والرؤى، لتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، رافعين شعار الإنسانية فوق كل اعتبار، وهادفين لتحسين حياة الفئات الأكثر هشاشة، لترتسم بذلك لوحة من العطاء والمشاركة، قوامها العزم والرؤية المشتركة، تحت مظلة استراتيجية النمو والرفاه المشترك.

ومرة أخرى تجسد التآزر وعدها الدائم بالوقوف إلى جانب المتضررين، لتكون طوق نجاة في لحظات الشدةيحمل في طياته رسالة: أن الدولة قريبة، وأن رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، يفي بوعده، فلا أحد يواجه العاصفة وحده.

فقد انطلقت بالتزامن مع زيارة فخامة رئيس الجمهورية عملية توزيع المساعدات النقدية والغذائية، كغيث يتهادى نحو أكثر من 300 أسرة أنهكتها الفيضانات.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن ما يقوم به المندوب العام للتآزر وما نشهده اليوم من نشاط حثيث وتدخلات نوعية ينبئ عن عهد جديد للتآزر، تتسارع فيه الجهود وتتعزز فيه المسؤولية ليس مجرد عملٍ وظيفي، بل رسالةٌ تجسد روح المسؤولية الحقيقية في خدمة المواطن وحماية حقوقه.

وفي ظل هذه الجهود، يتجدد الأمل بأن تبقى اليد التي مدت بالعون في الأزمات هي ذاتها التي ستبني المستقبل. زيارة الرئيس، وتحركات التآزر، كلها رسائل تحمل وعدًا بأن الاستقلال لا يقتصر على التحرر من الاستعمار، بل هو تحرير الإنسان من الفقر والجهل والضعف، وتوجيه الوطن نحو نهضة تنموية شاملة تضع الإنسان في صميم الأولويات.

 إنها رسالة تحمل وعدًا بأن الدولة ليست مجرد كيان سياسي، بل هي حضن آمن لأبنائها في أوقات الشدة، وشريك في تحقيق طموحاتهم في أوقات الرخاء، وبذلك تتجدد الآمال بأن تستمر مسيرة البناء والتنمية بروح التآزر والإصلاح التي تجسدها قيادة واعية ومؤسسات ملتزمة.

كمال الداه